تحليل نص / وعيد أبي قابوس - النابغة الذبياني - عرب 201 الجديد
الاعتذار في الشعر العربي القديم وعيد أبي قابوس النابغة الذبياني
إعداد: الأستاذ محمد مجاهد علي سليمان
الإعتذار لغة: المحو والانقطاع والمنع. يعبر عن سعي المعتذر إلى محو آثار الذنب أو قطع المعتذر المعتذر إليه عن مشاعر الغضب، أو يُظهر كمانعًا بينه وبين العقوبة.
سمات الاعتذار عند النابغة الذبياني:
- البداية بمقدمة طللية أو غزلية.
- براعة في الانتقال من المقدمات إلى الاقناع بلطف.
- مزج الاعتذار بالمدح.
- استخدام التصوير الحسي وتكرار التشبيهات.
- استحضار عناصر البيئة.
الاعتذار في العهد النبوي:
- شاعر العهد النبوي: كعب بن زهير.
- قصيدة: "بانت سعاد".
- الاعتذار للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
- سار على نهج النابغة بالتركيز على قيم الإسلام.
الاعتذار في صدر الإسلام (الحطيئة):
- الشاعر: الحطيئة.
- اعتذر للخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
- التميز برقة الألفاظ وجمال الصنعة.
الاعتذار في الأندلس:
- الشعراء: المصحفي وأبو بكر محمد بن عمار.
- توظيف عناصر الطبيعة الأندلسية مع التركيز على الاستعطاف والتذلل.
ختام: يعكس هذا الشعر القديم تنوعًا في التعبير عن المشاعر والقيم في مختلف الفترات التاريخية، حيث يمتاز بالرفاهية اللغوية والرقي في التعبير.
تحليل النص: وعيد أبي قابوس
الجنس الأدبي: شعر الاعتذار النمط الكتابي: حجاجي
تعريف شعر الاعتذار: يعبر الشاعر في الاعتذار عن احتجاجه على الاتهامات الموجهة إليه أو يطلب العفو في إطار حجاجي يستخدم لإقناع الآخرين ببراءته.
عتبات النص:
العنوان "وعيد أبي قابوس": يعبر عن التهديد والرهبة التي يشعر بها الشاعر بسبب وشاية بني قريع بن عوف له.
المقطع الأول: الأطروحة المدحوضة:
- يتحدث الشاعر عن تأثير وعيد النعمان عليه.
- الأبيات (١ - ٦).
المقطع الثاني: سيرورة الحجاج:
- ينفي الشاعر التهمة الموجهة إليه ويسعى لإقناع الملك ببراءته.
- الأبيات (٧ - ١٣).
- الأبيات (١٤ - ١٨).
المقطع الثالث: النتيجة:
- يعبر الشاعر عن أمله في عفو النعمان.
- النتيجة النهائية.
معاني المفردات:
الكلمة: "طوراً".
- التعريف: تارة بطلاً.
- السياق: يُظهر التخبط والتشوش في الفهم والرد على التهم.
الكلمة: "الأطروحة الحدحوضة".
- التعريف: وعيد النعمان وأثره على الشاعر.
- السياق: يتحدث الشاعر عن تأثير الوعيد عليه وكيف يُظهر ذلك في شعوره وتفكيره.
الكلمة: "المعجم البارز".
- التعريف: الكلمات التي تبرز في المقطع وتساهم في إيصال الأثر المراد.
ملاحظات إضافية:
- الشاعر يتبنى أسلوبًا حجاجيًا للدفاع عن نفسه.
- يستخدم المعجم البارز لإبراز الرهبة والخوف الذي يعيشه الشاعر.
- الإغفال عن ذكر سبب الوعيد يعكس براعة اللغة وترك التشويش على السبب.
- البنية الثلاثية للنص تسهم في تنظيم الأفكار وجعلها متسقة.
المقطع الأول:
بداية الشاعر بطرح القضية على الملا:
- الشاعر يسعى إلى الفصح عن قضيته أمام الملا لاستعطافه قبل عرضها على الملك.
تكرار الفعل "أتاني":
- يبرز مدى تأثر الشاعر ومعاناته من الهم، حيث يظهر الفعل بشكل متكرر للتأكيد على همه.
استخدام كلمة "المسامع":
- تعطي دلالة على أن الرهبة والخوف لا يصيبان الشاعر وحده بل يصيبان كل من يسمع القضية.
فاعل الفعل "أتاني" في البيت السادس:
- يُظهر الشاعر "مقالة" كفاعل للفعل "أتاني" في البيت الخامس، مشيرًا إلى التهيب والخوف الذي يباعد بين الفعل والفاعل.
سيطرة الجمل الخبرية:
- تعزز من النمط الحجاجي، حيث يكون الشاعر يُقنع ويُحجج لإظهار براءته.
الطابع الحسي للصور:
- يُضفي ملمحًا واقعيًا على المشهد، حيث يستخدم الشاعر صورًا تشبه نفسه بشخص وثبتت عليه أفعى، مما يُظهر حقيقة المعاناة.
المقطع الثاني:
استعمال الشاعر لسلم حجاجي:
- يهدف إلى إقناع الملك ببراءته.
حجة الواقع:
- يتحدث الشاعر بشكل مستقيم ومطيع، في حين يقول خصومهم كلامًا يدل على كره شديد ويُظهر كذبهم.
حجة المقارنة:
- يُشبه الشاعر نفسه بالبعير الصحيح وخصومه بالبعير الأجرب، مما يُظهر تفوقه ونقائه.
حجة الشاهد القولي:
- يُظهر التشبيه أنه لا يمكن للشاعر أن يكون الجاني الذي يحمل ذنوب خصومه.
حجة المنطق:
- يُظهر أن الشاعر لا يمكن أن يكون البريء الذي يحمل ذنوب خصومه.
- تُستخدم لإظهار الاتساق وتوحيد الرؤية لدى المستمع أو المتلقي.
تحليل البنية اللغوية في النص:
المعجم اللغوي بين الشاعر وخصومه:
- يظهر الشاعر استخدام معجم يتسم بالصدق والبراءة، في حين يستخدم خصومه معجمًا يرتبط بالباطل.
التكرار:
- يُظهر التكرار كرابط حجاجي يُؤكد المعنى، مثل تكرار "لعمري" و"الأقارع" و"أتاك"، مما يسهم في توحيد الرؤية.
سيطرة الجمل الفعلية:
- يُظهر تكريس الجمل الفعلية لتعزيز نمط الحجاج والتأكيد على مضمون الحجج.
الأسلوب اللغوي:
- يُستخدم الأسلوب اللغوي بشكل فعّال في تعزيز الأفكار، مثل استخدام التشبيه في "كذي العر" و"وهو راتع".
الإنشاء الطلبي:
- يُستخدم الشاعر الأسلوب الطلبي في "إن شاء الله الخبر ريح" للتأكيد على براءته.
الالتفات:
- يظهر الالتفات حيث ينتقل الشاعر من المتكلم إلى الغائب، مما يعزز فهم القلق الذي يعتري الشاعر.
الطابع الحسي للصور:
- يُستخدم التشبيه بين الشاعر والبعير الصحيح لإضفاء طابع واقعي على الصور وتعزيز المعاناة.
التعبير اللفظي:
- يظهر استخدام اللفظ الدقيق والواضح للتعبير عن الأفكار والمشاعر، مما يعزز فعالية النص.
الروابط الحجاجية:
:
المقطع الثالث: الأمل في عفو النعمان (الأبيات 18-14)
حالة الشاعر:
- يظهر الشاعر في حالة خوف وضعف واستسلام، وهو مستعد للانقياد لإرادة الملك ويحسن الظن به.
ربط الأفكار بين المخاوف ومدح الملك:
- يربط الشاعر بين مخاوفه ومدح الملك، ويستخدم صفات الكرم، الشجاعة، العدل، والوفاء لتغيير نظرة الملك وتحويله من غاضب إلى راضٍ مسامح.
استخدام أساليب الشرط:
- يعتمد الشاعر على أساليب الشرط لتوضيح اعتماد براءته على إرادة الملك، مثل "إن كنت" و"فإنك كالليل".
كثرة الجمل الاسمية:
- يستخدم الشاعر الكثير من الجمل الاسمية للتعبير عن ثبات خوفه وقلقه، وللدلالة على القوة المحتملة للملك.
الصور الحسية:
- تظهر الصور الحسية التي تناسب الدلالة الواقعية للنص الحجاجي، مثل التشبيه بين الملك وبين الليل والسيف.
القيم المستفادة:
- يُظهر النص أن الاعتذار يحتاج إلى شجاعة أدبية وأن المعتذر يجب أن يتسم بالتسامح.
- يعكس النص أيضًا فكرة أن الاعتذار يُنقي القلوب ويزيل الأحقاد.
البنية الحجاجية:
- تتمثل في ثلاث مقاطع: الأطروحة المدحوضة، سيرورة الحجاج، والنتيجة، مما يعكس نمط الحجاج وتقديم الحجج بشكل منطقي.
الإشارة إلى الجمال الفني:
- يتبنى الشاعر صورًا من البيئة الجاهلية بشكل متميز ويقدمها بأسلوب حديث يخدم النمط الحجاجي.
أفكار النص:
- يظهر الشاعر قدرته على المراوغة والتعامل مع الموقف بذكاء، ويسعى للحصول على عفو الملك بطرق استراتيجية.
التقويم:
يتناسب النص مع نمط حجاجي، ويظهر الجمال الفني في استخدام الصور والأساليب اللغوية.يركز النص على أهمية الاعتذار كسلوك يحتاج إلى شجاعة ويساهم في تحقيق التسامح والطمأنينة في المجتمع.