أخر الاخبار

عرض شفوي عن ياليتني كنت هاتف

في يوم من الأيام، كانت هناك معلمة تقدم بالتدريس لصف طلاب في الابتدائية، وقامت تلك المعلمة بتقديم ورقة إلى طلابها، وطلبت منهم شيئاً، وهو أن يذهب كل طالب إلى المنزل، ثم يقوم بكتابة أمنية يطلبها من المولى عز وجل ويرغب في تحقيقها، وبالفعل ذهب الطلاب إلى منازلهم، وقاموا بكتابة الأماني التي يحلمون بها وأمنياتهم في الحياة.


 

في صباح اليوم التالي ذهبت المعلمة إلى المدرسة، ووجدت أن كل طالب قام بكتابة أمنيته بالفعل، فقامت المعلمة بجمع الأوراق منهم، وشكرتهم على تنفيذهم لهذا الطلب، ثم عادت إلى منزلها وبدأت بقراءة تلك الأوراق باهتمام، فوجدت أن الأطفال قد كتبوا أمنيات مختلفة، فمنهم من تمنى أن يحصل على دراجة، ومنهم من تمنى أن يذهب في هذا الصيف إلى الشاطئ مع أسرته، ومنهم من تمنى الذهاب إلى مدينة الملاهي، ومنهم من تمنى الحصول على الكثير من الألعاب، ومنهم من تمنى أن ينجح في تلك السنة الدراسية.

 

ولكن هناك ورقة من طالب جعلت المعلمة تشعر بالصدمة، وجعلت دموعها تنزل من عينها دون قصد منها، فوجدت أن الطالب قد كتب في تلك الورقة (يا الله، كم أتمنى أن أصبح هاتفاً، وذلك حتى يحبني الجميع في المنزل ويهتم بي، ويحرص على قضاء الكثير من الوقت معي، وينظر إلي طوال الوقت، يا الله، لا أتمنى العودة إلى المنزل لأشاهد أبي مشغولاً في إنجاز الأعمال على هاتفه، وأرى أمي مشغولة في تصفح الإنترنت على الهاتف، فأريدهم أن أصبح هاتفاً حتى يهتموا بي، يا الله، أريد أن أملأ حياة أبي وأمي بالرفاهية مثلما يفعل الهاتف معهم)، وفي تلك اللحظة دخل زوج المعلمة عليها وسألها عن سبب البكاء، فقرأها الرجل، ثم بكى  دون أي قصد، وقال لها يا له من طفل مسكين، فنظرت إليه زوجته في أسف وحزن، وقالت له من كتب تلك الورقة هو ابننا.

 

الحكمة المستفادة من القصة

الأبناء نعمة من المولى سبحانه وتعالى، وواجبنا تجاه تلك النعمة هو أن نصونها ونحفظها ونقدرها، وأن نسعى لنكون بجوارهم لأكبر وقت، فأعظم ما يقدمه الوالدين لأطفالهم هو التحدث معهم والسماع لهم ومشاركتهم الأحاديث واللعب والكلام، فيحتاج الطفل إلى والديه أكثر من أي شخص أخر، وإذا أهمله الوالدان فلن يبقى للطفل أي شيء.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-