إن المخترع هو ذلك الإنسان الذي يدفعه الشغف والعزيمة للوصول إلى آفاق جديدة، مكرساً حياته لتحقيق إسهامات تعود بالنفع على البشرية. يكرس المخترع وقته وجهده في البحث والتطوير، غافلاً عن المال والمناصب التي قد تغري الآخرين. في هذا السياق، يعكس الشاعر من خلال وصفه العميق للمخترع صورة واضحة لمدى تفانيه وإخلاصه، مستعرضاً كيف أن المخترع يشبه العابد في إخلاصه واندماجه في عمله.اعداد الاستاذ باسم رحال
المخترع: رمز العزيمة والإبداع
في عالمٍ تسوده التحديات والتطورات المتسارعة، يبرز المخترع كرمزٍ للعزيمة والإبداع، مستفيداً من أفكاره ومجهوداته لخدمة البشرية دون التعلق بالمال أو السلطة. يمثل المخترع صورةً للثبات والإصرار، فهو يكرس وقته وجهده للبحث والتطوير دون أن يلتفت إلى متع الحياة الزائلة. في هذا المقال، نستعرض كيف يعبر الشاعر عن تقديره العميق للمخترع، مبيناً الصفات التي يقدّرها فيه وتلك التي يرفضها.
يصف الشاعر المخترع
بأنه شخص مخلص لعمله، قائلاً: "على الخرائط منكب بلا ملل." هنا، يشبه الشاعر المخترع بالعابد الزاهد، حيث يكرس وقته دون ملل أو ضجر، مثله مثل العابد الذي يعبده بكامل انتباهه وتفانيه. هذه الصورة تعكس مدى جديته في عمله، وعدم انشغاله بملاهي الدنيا وملذاتها.
ويتابع الشاعر في تصوير المخترع
قائلاً: "فهل فكفك له عيون من الأفكار تلتمع." يشبه الشاعر الأفكار المتولدة في عقل المخترع بالينابيع المتدفقة بالمياه الصافية. من خلال هذه الصورة، يظهر كيف أن الأفكار تتدفق بحرية ووضوح في عقل المخترع، مما يساهم في تقدم الابتكارات وتحقيق الإبداع.
يشير الشاعر أيضاً إلى أن المخترع
"أفنى الحياة دراسات كمن سبقوا من قبله بالعلا والعلم." من خلال هذه العبارة، يبرز كيف أن المخترع يكرس حياته بالكامل للبحث والعلم، متبعاً خطوات العلماء السابقين الذين اتخذوا العلم هدفاً مقدساً. الشاعر يوضح أن كل جيل من المخترعين يبني على إنجازات الجيل السابق، مما يساهم في تقدم البشرية.
ويضيف الشاعر بأن الله قد "أبدع فيهم"
وأن "اليد الرحمنية" قد ساهمت في خلق هذه العقول المبدعة. من خلال هذه الصورة، يبرز الشاعر كيف أن الإبداع والاختراع هو ثمرة للقدرة الإلهية التي تجسدت في هؤلاء المخترعين، مما يعكس قيمة ما يقدمونه من إسهامات.
ويختتم الشاعر بالإشارة إلى أن "فقدسوا يا حلبات العلم واهبة مجد الخلود لمن بالعقل قد طبعوا." هنا، يدعو الشاعر المجتمع إلى احترام وتقدير المخترعين، لأنهم يمثلون رمزاً للعلم والتقدم. الشاعر يبرز كيف أن العلم هو مصدر المجد والخلود، وأن الدين يحث على تكريم العلماء والمخترعين لما يقدمونه من خير للبشرية.
يعكس الشاعر من خلال وصفه للمخترع
صورة متكاملة لجديته وعزيمته، مقدراً إسهاماته التي تسهم في تقدم البشرية. المخترع ليس مجرد إنسان يسعى وراء المال أو المنصب، بل هو شخص مخلص يتفانى في عمله ويسعى لتحقيق الأفضل من أجل خير الإنسانية. إن تقدير المخترعين واحترامهم هو واجب علينا جميعاً، لأنهم يمثلون القوة الدافعة نحو مستقبل أفضل، ويستحقون كل التعظيم والتقدير لما يقدمونه من إبداع وعلم.