الشعر العربي كان ولا يزال وسيلة فعالة للتعبير عن المشاعر والأفكار، حيث استخدمه الشعراء لتمجيد الملوك أو لتقديم الاعتذار والتوسل. ويعد نص "حنانيك" للشاعر محمد بن عمار أحد أمثلة شعر الاعتذار، حيث يصور فيه الشاعر حالته النفسية العميقة وهو يناشد الملك المعتمد بن عباد بالعفو والصفح عنه بعد أن عصاه وخرج على إرادته.
الموضوع
نص "حنانيك"
ينتمي إلى نمط النص الحجاجي، وهو نص شعري يتمحور حول الاعتذار، حيث يعكس الشاعر من خلاله إحساسه بالخضوع والخوف، وأمله في استعادة مودة الملك. يشير العنوان "حنانيك" إلى عمق الطلب والإلحاح في طلب الرحمة والشفقة من قبل الشاعر، ما يضفي على النص طابعًا مؤثرًا وحميميًا.
يتجلى الاعتراف بالذنب
والاقرار بالخطيئة في النص، حيث يعترف محمد بن عمار بأخطائه ويطلب الغفران من الملك. ويظهر النص حالة نفسية متأرجحة بين رهبة العقاب ورجاء العفو، حيث يُظهر الشاعر احترامًا كبيرًا للملك ويدرك تمامًا سلطته وقوته، لكنه يستمر في الإلحاح على طلب الرحمة، معتمدًا على صفات الملك النبيلة كالعفو والتسامح.
يلجأ الشاعر إلى أسلوب الاستعطاف المباشر
حيث يخاطب الملك دون مقدمات وبأسلوب يعبر عن الاستسلام والخضوع الكامل لإرادته. وفي هذا السياق، يقدم الشاعر حججًا منطقية ودينية لتعزيز طلبه بالعفو، مؤكدًا أن العفو هو الأقرب إلى رضا الله، وبالتالي يحاول استمالة الملك من خلال النزعة الدينية.
كما يبرز الشاعر صفات الملك الحميدة من خلال استخدام أساليب بلاغية مثل التقديم والتأخير في التركيب الشرطي، مما يعزز من تأثير النص الحجاجي. ويعتمد الشاعر على المفاضلة بين صفات الملك، مثل العفو مقابل العقاب، ليميل كفة العفو باعتبارها الصفة الأسمى والأقرب إلى قلب الملك.
روابط التحميل
نص "حنانيك" لمحمد بن عمار هو تعبير صادق عن شعور الشاعر بالندم والخضوع، حيث يجمع بين الحجة المنطقية والنزعة الدينية لاستمالة الملك المعتمد بن عباد نحو التسامح والعفو. النص لا يعكس فقط حالة الشاعر النفسية، بل يقدم أيضًا صورة عن طبيعة العلاقة بين الملوك وشعرائهم في الأندلس، حيث كان الشعر وسيلة للتواصل والتأثير على القرارات السياسية.