الكرامة الإنسانية هي إحدى القيم الأساسية التي يجب أن يتمسك بها كل فرد في المجتمع. فهي ليست مجرد حق بل هي جزء لا يتجزأ من طبيعة الإنسان التي كرمه الله بها. إن الحفاظ على الكرامة الإنسانية يعكس تقديرًا عميقًا للإنسان ككيان مستقل ومكرم، ويتطلب منا الدفاع عنها ضد أي انتهاك أو إساءة.
مفهوم الكرامة الإنسانية
الكرامة الإنسانية تمثل واحدة من أرقى القيم التي يجب أن يتمسك بها الإنسان في جميع مراحل حياته. فهي ليست هبة من البشر، بل هي منحة من الله تعالى الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم وميزه بالعقل عن سائر المخلوقات. قال الله تعالى في سورة التين: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"، وهذا يعني أن الله قد كرم الإنسان منذ نشأته وجعل كرامته ملازمة له في جميع ظروفه وأحواله.
الدين الإسلامي أعلى من شأن الكرامة الإنسانية، وجعل الحفاظ عليها أمرًا لا يقبل التنازل. إذ دعا الإسلام إلى احترام حقوق الآخرين وصيانة كرامتهم في كل التعاملات الإنسانية. وبالنظر إلى التاريخ، نجد أن الكرامة الإنسانية قد تعرضت لانتهاكات كبيرة، مثلما حدث في فترة العبودية، حيث كانت تُسلب حرية الإنسان لمجرد لون بشرته. لكن الإسلام أكد على أن الكرامة حق للجميع، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الوضع الاجتماعي.
إن احترام الكرامة الإنسانية يجب أن ينبع من حقيقة أن الإنسان، بصفته مخلوقًا عاقلاً ومكرمًا، له حقوق يجب صيانتها. ومن هنا، يكون كل فرد مسؤولًا عن الحفاظ على كرامته والدفاع عنها، وألا يسمح لأي شيء أن ينتقص منها، مهما كانت الظروف.