ها قد عدت إليك، يا وطني، بعد أن غلبني الشوق وتاهت بي الطرقات، أملاً في أن تبادلني الشعور ذاته. شاءت الأقدار أن أعود إليك، ليس لأنك طلبت مني العودة، بل لأنني أدركت بعد تجربة السفر والغربة أن الحاجة إليك هي أكثر من مجرد قرار.
إلى وطني: رسالة شوق واعتراف
تركتك في صغري مغروراً
أظن أنني أبحث عن سعادة أسمى في الخارج، وانطلقت نحو آفاق لم أكن أعرف عمقها ولا حقيقتها. كنت أظن أن الحياة خارجك ستكون أكثر بهجة، ولكن الأيام أثبتت لي عكس ذلك. فعندما كنت في حضنك، كنت أعيش في سعادة دون أن أدرك حقيقتها، ولكنني اكتشفت في الغربة أن ما كنت أبحث عنه كان يختبئ في تفاصيلك الصغيرة.
خلال سنوات الغربة
وجدت نفسي تائهاً بين أمانٍ مزيف وأحلامٍ بعيدة. كنت أبحث عن سراب، مدفوعاً بوهم أن الحياة أفضل بعيداً عنك. ولكن بعد كل تلك التجارب، عدت لأجد أن حبك وحنانك لا يمكن تعويضهما بأي مكان آخر في العالم.
لا يوجد مكان في الدنيا يشعرني بالأمان كما تفعل أنت
ولا مكان يضاهي جمالك في نهر المآسي والفرح. فجلوس تحت شجرة النخيل في أيام الحر، أو الاستمتاع بمياه نبعك العذب، يشعرني بأنني في أروع بقاع الأرض. فقد تأكدت أن وطني هو المكان الذي لا يمكن تعويضه بأي شيء آخر.
أعود إليك يا وطني
ومعي كل مشاعر الندم والاعتراف بأنك المكان الذي لا يمكن أن أجد له بديلاً. لقد تعلمت أن الرحيل لم يكن أبداً هو الحل، بل كانت العودة إليك هي السعادة الحقيقية التي كنت أبحث عنها. ستبقى دائماً مكاناً يحتضنني بحنانه، وسأظل أفتخر بك وبكل لحظة قضيتها بين أحضانك.